في غزوة أحـد.. سيد الشهداء
لما كانت غزوة أحد، والتحم الفريقان، يذكر قاتل حمزة ( وحشي): كنت غلاما لجبير بن مطعم وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال: له هلم إلي يا ابن مقطعة البظور. قال: فضربه ضربة كأن ما أخط. رأسه قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته. حتى خرجت من بين رجليه وذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة وإنما قتلته لأعتق.
فلما رأته ( هند بنت عتبة) بقرت بطنه رضي الله عنه ـ ومثلت به، لأنه كان قد قتل أباها في بدر، وسميت بآكلة الأكباد.: لما كان يوم أحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة فان أباه كان من المشركين و بقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة وجعلت تلوك كبده ثم لفظته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو دخل بطنها لم تدخل النار "
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي ن قد بُقر بطنه عن كبده، ومًثٍّل به، فحزن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المسلمون حزن رسول الله وغيظه على من فعل بعمه ذلك قالو: والله لئن أظفرنا الله بهم يومًا من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب، و عن أبي هريرة قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة وقد قتل ومثل به فلم يرى منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: " رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لئن أظفرني الله بالقوم لأمثلن بسبعين منهم ". قال فما برح حتى نزلت: " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ". النحل: 126 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل نصبر ". وكفر عن يمينه، ونهى عن المثلة.
وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنه ودفن هو و ابن أخته عبد الله ابن جحش في قبر واحد.
ـ عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير صحيح الإسناد
ـ عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غسلته الملائكة صحيح الإسناد
ـ عن علي قال ( إن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وأفضل الناس بعد الرسل الشهداء وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب )
بعض ما قيل في رثائه:
قال عبد الله بن رواحه:
بكت عيني وحق لها بكاه... وما يغني البكاء والعويل
على أسد الإله غداة قالو... لحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميع... هناك وقد أصيب به الرسول
أبا بعلي لك الأركان هدت... وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان... يخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبر... فكل فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم... بأمر الله ينطق إذ يقول
ألا من مبلغ عني لؤي... فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقو... وقائعنا بها يشفي الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر... غداة أتاكم الموت العجيل
وعتبة وابنه خرا جميع... وشيبة عضه السيف الصقيل
ألا يا هند لا تبدي شمات... بحمزة إن عزكم ذليل
ألا يا عند فابكي لا تملي... فأنت الواله العبري الهبول