قبلكِ…..توقف قطاري في مدنٍ كثيرة…..
قابلتُ غيركِ…..أحببت….كتبتُ كتباً في العشق….
عرفت الهوا…..ادعيتُ أني أعلم العاشقين….
أقسمتُ أن قلمي أبلغُ قلمٍ قص وروى…..
وأن حبي الذي عرفت هو أصدق حبٍ في الوجود….
سافرت بين المدن……ناديت بأعلى صوتي….
أيها العشاق الحالمين…….قصصي دستور….
شريعة تسيرون عليها…..قانون للحب……
كتابي الذي كتبت….. أبلغُ كتبِ القرن العشرين……..
ومن يومها وأنا أعيشُ في برجي العاجي……..
أُقدم النصح لكل قلبٍ مهزوم……
أواسي كل عاشقٍ جرحه حبه….أو دمره أمل حياته….
أو نال منه القدر مناله ومبتغاة……..
وبهامتي العالية…..أتفاخر أني خضتُ معاركَ جمة……
وأني حفظتُ تعريف الحب…..
وذقتُ الحب….وسبحتُ في الحب……..
الى أن كانت ليلة…..
قابلتُ فيها عيناكِ…..ومنذ اللقاء وأنا ضائعٌ….
أحرقتُ كتبي…..مزقت رسائل الغرام….
شطبتُ تعريفي القديم للهوا والعشق……
كسرتُ قلمي…..محيت ذاكرتي……
نسيت سعاد وفاطمة….وهدى…..ونوال…..
نسيت تاء التأنيث…..نون النسوة…..
لم تعد في دنياي أنثى غيركِ…..
غيرتي خرائط الدنيا...
فلم تعد قارات العالم هي التي حفظت…..
ولم تعد الشمس كما عرفتها منذ ولدت….
حتى البدر …..غاب ولم يعد…..
فقطاري الرحال…….الذي جاب مدن الدنيا….
مر على محطاتٍ عدة…….
الا أنكِ يا سيدتي محطته الأخيرة
التي علمته أن كل ما فات ظلامٍ وخديعة……
وأن هنا معنى الحب……
في عينيكِ…..في لمسة يديكِ…..في بسمة شفتيكِ…..
في هذه المحطة الأخيرة….
في مدينة الحب الأخيرة,,,,,,,,,,