حبيبي
أغفو كل ليل
على ذكراك يا حبي
أظل الليل كله أفكر فيك
في لياليك
في سهراتنا الممتدة
إلى أول خيوط الشمس
أذكرك حين تتأهب للذهاب
مع الجماعة لصلاة الفجر
وأعلم علم اليقين
كما علمتني
أن ذاك الوقت
هو وقت محظور علينا
ما أن نسمع صوت الآذان
حتى نتوقف عن نزف شلالات عشقنا
أعلم حبيبي ،، كما علمتني
أن هذه الدنيا ،، كغابة
وأعلم حبيبي ،، كما عودتني
أنك تدعو لي كل ساعة استجابة
أعلم الكثير عنك ،، وتعلمت الكثير منك
تعلمت منك يا قلبي ،، أن من يخلص ،، حق له أن يعشق
وان من يفصل قلبينا عن بعضهما
ما عاش ،، ولم يخلق
تعلمت منك حبيبي
متى ماضاقت بي الدنيا
على حضنك ارتمي
تتلمس خصلات شعري الساقطة
الملتصقة بوجهي
مع دموعي
تلمني بحنان ،، تشعرني بالأمان
تعلمت منك حبيبي
أن تكون أنت بكل مافيك لي
أن ترضي فيا غرور الأنثى
وبراءة الطفلة
وانكسار المظلوم
تعودت منك حبيبي
أن تظل دومًا بروحك
حول روحي تحوم
تعلمت منك حبيبي ،، انك ملجئي
أنك من يحتوي فيا كل الأمور
تحتوي حزني ،، والسرور
تحتوي لحظات الغضب ،، لحظات الشكوى
فهل يا ترى ،، أصبح كل ذلكـ الآن ذكرى ؟
حبيبي
إني أعلنها هنا ،، بأن أي إنسان ،، مثلك
لم يخلق بعد
ولن يخلق
وأن أي كائن مثلك ،، من النوى ،، لن يفلق
حبيبي
كم أنا مبعثرة الآن ،، وأنشد لملمتك
كم اشعر بالضياع ،، بالوحدة ،، بالنقص
وأريد إكمالك لي
حبيبي
لم يستطع احد سد فراغ خلفته أنت
ولم يستطع أحد في بعدك ،، أن يزرع في بساتيني الورد
وكم احترق لهذا الفقد ،، وهذا النقص
فلم أعتده منك ،، ولم تعودني ،، أو تعلمني حبيبي
ماذا افعل في غيابك ؟؟
لم تعلمني حبيبي ،، بدونك ،، كيف أصحو كل يوم ،، وكيف أنام ؟
لم تعلمني حبيبي
كيف بدونك ،، أحلق في سماء الفرح ،، كأبيض الحمام
لم تعلمني حبيبي
كيف أجمع كتبي ،، كيف أذاكر ،، وكيف أطرح الأرقام ؟؟
كيف استمع إلى من حولي ،، وأنت لست معي
كيف ابكي ،، كيف أصرخ ،، بدون احتوائك مدمعي ؟
كيف وكيف ،، وكيف يا حبيبي ؟
لم لم تعلمني كيف أفعل كل شئ بدونك ؟؟
بدون ،، حبك وجنونك ؟
بدون ،، هياجك وسكونك ؟
بدون غيثك ،،، ومزونك ؟؟
بدون صوتك ،، بدون وجودك ؟؟
بدون أن تفرض علي ،، العيش في حصار حدودك ؟؟
كيف يطيب لي العيش الآن من بعدك
وأنا في شتات
كيف ذهب سدى ،، ذاك الكم الهائل ،، والعظيم من التضحيات ؟؟
كل ذلك حبيبي
ولى ،، وراح
ولغيري ،، استباح
كتب علي السهر وحدي ،، حتى حلول المساء
كتب علي وحدي ،، تقلبي بين الجراح
كل ذلك حبيبي ،، لمجرد
أنانية ،، حب ذات
تقاليد ،، وعادات
سحقًا لها ،، إن فرضت علينا بعد كل هذا الحب
أن نفترق حتى الممات