الشجرة تنتقل من مكانها ثم ترجع
ومن معجزاته المتعلقة بالنبات : انقياد الشجر له .
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاء جبريل إلى رسول الله ذات يوم وهو جالس حزين قد خُضبت بالدماء من ضربة بعض أهل مكة قال : فقال له : (( مالك ؟ قال : فعل بي هؤلاء وفعلوا . قال : فقال له جبريل : أتحب أن أُريك آية ؟ فقال : فقال : نعم . قال : فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال : ادعُ تلك الشجرة ، فدعاها . قال : فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه . فقال : مرها فلترجع ، فأمرها ، فرجعت إلى مكانها فقال رسول الله : حسبي ))
]صحيح : أخرجه أحمد في مسنده (ج3 ص 113) ، ورواه ابن ماجه في سننه كتاب الفتن رقم (4028) ، وقال في مجمع الزوائد : هذا إسناد صحيح إن كان أبو سفيان [
409- انقياد الشجرتين والتصاقهما ثم رجوعهما
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : سرنا مع النبي حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله يقضي حاجته، فاتبعته بإداؤة من ماء فنظر فلم ير شيئاً يستتر به ، وإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : (( انقادي عليّ بإذن الله )) فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده ، حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها وقال : (( انقادي عليّ بإذن الله )) فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده ، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لأَم بينهما ... وقال : (( التئما عليّ بإذن الله فالتأمتا )) . الحديث على شرط مسلم .
قال جابر : فخرجت أحدر مخافة أن يحس بقربي فيبعد ، فجلست أحدّث نفسي فحانت مني لفتة ، فإذا أنا برسول الله مُقبل ، وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق ، فرأيت رسول الله وقف وقفة وقال : برأسه هكذا يميناً وشمالاً .
أي أمر الشجرتين بالرجوع إلى مكانهما بعد أن قضى حاجته فرجعت كل شجرة إلى مكانها كما كانت .
]رواه مسلم [
410- عذق النخلة ينزل منها ويـمشي إلى النبي
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله فقال : ما هذا الذي يقول أصحابك ؟ قال : وحول رسول الله أعذاق الشجر، قال : فقال رسول الله : (( هل لك أن أُريك آية؟)) قال : نعم ، قال : فدعا عذقاً منها فأقبل يخد الأرض حتى وقف بين يديه يخد الأرض ويسجد ويرفع رأسه حتى وقف بين يديه ثم أمره أن يرجع .. ] اسناده على شرط مسلم [.
فقال العامري يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله أبداً .
وفي رواية قال : جاء أعرابي إلى رسول الله قال : بما أعرف أنك رسول الله ؟ قال : (( أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله ؟ )) قال : نعم قال : فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض ، فجعل ينقز حتى أتى رسول الله ، ثم قال له : (( ارجع )) ، فرجع حتى عاد إلى مكانه . فقال : أشهد أنك رسول الله وآمــن .
]صحيح : رواه البيهقي في الدلائل (6/15) ، والحاكم في المستدرك (2/620) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه [
411- غصن الشجرة يأتي إلى الرسول ثم يرجع
خرج رسول الله إلى بعض شعاب مكة وقد دخله من الغم ما شاء الله من تكذيب قومه إياه ، فقال : (( يا رب أرني ما أطمئن إليه ويذهب عني هذا الغم )) فأوحى الله إليه : (( ادع إليك أي أغصان هذه الشجرة شئــت )) قال : فدعا غصناً فانتزع مكانه ثم خد في الأرض حتى جاء رسول الله فقال له رسول الله : (( ارجع إلى مكانك ، فرجع )) فحمد الله رسول الله وطابت نفسه ، وكان قد قال المشركون : أفضلّت آبائك وأجدادك يا محمد ؟ ، فأنزل الله : { أفغير الله تأمروني أعبُدُ أيّها الجاهلون } ]سورة الزمر : 64[.] حديث حسن : أخرجه البيهقي [.
وفي رواية : أن رسول الله كان على الحجون كئيباً لما آذاه المشركون . فقال : (( اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذّبني بعدها )) . قال : فأُمر فنادى شجرة من قِبل عقبة المدينة ، فأقبلت تخد الأرض حتى انتهت إليه ، قال : ثم أمرها فرجعت إلى موضعها قال : فقال : (( ما أبالي من كذبني بعدها من قومي )) . ] حديث حسن : اخرجه البيهقي في الدلائل [.
412- الشجرة تمشي وتشق الأرض ، وتقر للنبي بالشهادة
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : كنا مع رسول الله في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له رسول الله : (( أين تريد )) . قــال : إلى أهلي . قال : (( هل لك إلى خير ؟ )) قال : ما هو ؟ قــال : (( تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله )) .
قال : هل من شاهد على ما تقول ؟ قال : (( هذه الشجرة )) ، فدعاها رسول الله وهي على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً فقامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه ، فقال : إن يتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعتك إليك وكنت معك .] حديث صحيح : اخرجه الحاكم والبيهقي في الدلائل [.
413- حنين الجذع
ومن معجزاته المتعلقة بالجماد حنين الجذع شوقاً له .
فعن جابر- رضي الله عنه – أن رسول الله كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة ، فقالت امرأة من الأنصار ، أو رجل : يا رسول الله ! ألا نجعل لك منبراً ؟ قال : (( إن شئتم فاجعلوه )) فجعلوا له منبراً ، فلما كان يوم الجمعة ذهب إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ، فنزل رسول الله فضمها إليه ، وكانت تئن أنين الصبي الذي يُسكته . قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها .