مع وصول المنتخب العمانى لكرة القدم إلى المباراة النهائية فى بطولتى كأس الخليج الماضيتين وإقامة البطولة الجديدة (خليجى ١٩) على ملعبه لم يعد أمام الفريق خلال الأيام القليلة المقبلة سوى تحقيق طموحاته والفوز بلقب البطولة للمرة الأولى.
ولم يكن المنتخب العمانى فى أى مشاركة سابقة له مرشحًا بهذا الشكل للمنافسة بقوة على اعتلاء منصة التتويج وكتابة اسمه فى السجل الذهبى للبطولة.
ورغم فشل المنتخب العمانى فى الفوز بأى لقب سواء على مستوى بطولات الخليج أو على الساحة الآسيوية والدولية، تبدو فرصة الفريق هذه المرة جيدة لحسم اللقب لصالحه بل إنه يحظى هذه المرة بترشيحات أكبر من أى فريق آخر، نظرًا للمستوى الثابت الذى ظهر عليه الفريق فى السنوات القليلة الماضية وكذلك إقامة البطولة الجديدة بين جماهيره المتعطشة لتحقيق الإنجاز الأول للفريق.
وعلى عكس تألق منتخبات عمان للناشئين والشباب فى العديد من البطولات الأسيوية بل وبطولات كأس العالم لم يكن للمنتخب العمانى الأول بصمات واضحة على مدار العقود الماضية وبالتحديد منذ أن بدأت ممارسة اللعبة فى عمان قبل نحو ستة عقود من الزمان.
كانت أفضل إنجازات المنتخب العمانى على مدار تاريخه الطويل هى الوصول إلى نهائى بطولتى كأس الخليج الماضيتين عامى ٢٠٠٤ و٢٠٠٧ بقيادة مديره الفنى السابق ميلان ماتشالا.
كما وصل الفريق إلى نهائيات كأس آسيا فى نفس العامين ووصل قبلها إلى الدور الثانى فى تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم ٢٠٠٢ بكوريا الجنوبية واليابان.
لذلك أصبح حلم إحراز اللقب الخليجى هو الخطوة التى يسعى المنتخب العمانى إليها فى الأيام المقبلة.
ولكن مهمة المنتخب العمانى لن تكون سهلة على الإطلاق فى كأس الخليج التاسعة عشرة (خليجى ١٩) حيث يحتاج إلى الظهور بأفضل مستوى لديه والتعامل مع كل الضغوط الجماهيرية بعد أن أوقعته القرعة فى المجموعة الأولى الصعبة مع منتخبات البحرين والعراق والكويت.
ويملك المنتخب العمانى سجلاً حافلاً على مدار مشاركاته السابقة فى بطولات كأس الخليج حيث بدأ مشاركاته من البطولة الثالثة التى استضافتها الكويت عام ١٩٧٤ ومنذ ذلك الحين لم يتخلف المنتخب العمانى عن المشاركة فى البطولة.
وبذلك ستكون البطولة القادمة على ملعبه هى السابعة عشرة له فى تاريخ مشاركاته بكأس الخليج.
أما المنتخب العراقى فربما يحظى بتاريخ حافل فى بطولات كأس الخليج، وقد يخوض البطولة القادمة بعد نحو عام ونصف العام فقط من فوزه بلقب بطولة كأس آسيا ولكن يبدو الفريق فى حاجة إلى مفاجأة من أجل الفوز بلقب خليجى ١٩.
ويمتلك المنتخب العراقى (أسود الرافدين) سجلاً رائعًا فى بطولات كأس الخليج، حيث سبق له أن توج باللقب ثلاث مرات سابقة أعوام ١٩٧٩ و١٩٨٤ و١٩٨٨ لكنه يخوض البطولة المقبلة فى عمان وسط ترشيحات متواضعة بشأن المنافسة على اللقب.
ولا ترجع هذه الترشيحات المتواضعة إلى مستوى الفريق أو طموحاته فالفريق الحالى يضم معظم العناصر التى توجت بلقب كأس آسيا فى عام ٢٠٠٧، كما ظهر الفريق بشكل رائع على مدار السنوات القليلة الماضية.
ولكن ربما يكون السبب الحقيقى وراء تضاؤل فرص المنتخب العراقى فى خليجى ١٩ هو افتقار الفريق لفرص الإعداد وعدم توافر الفرصة الكافية للتدريب إما بسبب الأوضاع التى تعيشها بلاده تحت وطأة الاحتلال أو لتفرق بعض عناصره على الأندية التى يحترفون فيها وصعوبة تجمعهم لفترات طويلة.
لكن على الرغم من ذلك من الصعب استبعاد المنتخب العراقى تمامًا من دائرة المنافسة على اللقب، خاصة أنه فجر مفاجأة من العيار الثقيل فى عام ٢٠٠٧ وفى ظروف مشابهة بالفعل وحقق اللقب الأسيوى وسط ذهول الجميع.
وإلى جانب هذا الإنجاز القارى، فجر الفريق مفاجأة أخرى فى عام ٢٠٠٤ عندما وصل للمربع الذهبى فى مسابقة كرة القدم للرجال بدورة الألعاب الأوليمبية عام ٢٠٠٤ فى العاصمة اليونانية أثينا.
ولم تبدأ مشاركات العراقيين فى كأس الخليج إلا من خلال البطولة الرابعة، التى استضافتها قطر عام ١٩٧٦ لكن سرعان ما فرض المنتخب العراقى نفسه بقوة فى تاريخ البطولة وكسر احتكار الكويت للقب من خلال الفوز بلقب الخليج عام ١٩٧٩.
لكن المشكلة التى واجهت المنتخب العراقى بالفعل على مدار تاريخ بطولات كأس الخليج هى عدم انتظامه فى المشاركة أو انسحابه من البطولة لأسباب سياسية فى المقام الأول وهو ما أثر سلبيًا على إنجازاته فى البطولة.
ويشعر العراقيون بالتفاؤل الشديد قبل خوض خليجى ١٩ على الرغم من سوء وقصر فترة إعداد الفريق وكذلك خروجه المبكر من التصفيات الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العام ٢٠١٠.
وكذلك يزيد من تفاؤل العراقيين أن الفريق لديه الرغبة فى تعويض خروجه المبكر من تصفيات كأس العالم وتحقيق اللقب الخليجى للمرة الرابعة فى تاريخه والأولى منذ ٣٠ عامًا.
ويعتمد فييرا على مجموعة من اللاعبين المتميزين فى مقدمتهم يونس محمود الذى عاد مؤخرًا من الإصابة ليقود هجوم الفريق بحثًا عن أمجاد جديدة مع المنتخب العراقي.
كما يضم الفريق عددًا من اللاعبين الرائعين مثل نشأت أكرم وهوار ملا محمد وقصى منير وكرار جاسم وحارس المرمى نور صبرى. ويبقى أمل الفريق معلقًا على قدرة نجومه فى تفجير مفاجأة جديدة تساعده فى إحراز اللقب.