ولما أسلم حمزة قال أبياتاً منها:
حمدت الله حين هدى فؤادي... إلى الإسلام والدِّين الحنيف
لدينٌ جاء من ربٍ عزيزٍ... خبيرٍ بالعباد بهم لطيف
إذا تليت رسائله علين... تحدر دمع ذي اللب الحصيف
رسائل جاء أحمد من هداه... بآيات مبينة الحروف
وأحمد مصطفى فينا مطاع... فلا تغشوه بالقول العنيف
فلا والله نسلمه لقوم... ولما نقض فيهم بالسيوف
ونترك منهم قتلى بقاع... عليها الطير كالورد العكوف
وقد خبرت ما صنعت ثقيف... به فجزى القبائل من ثقيف
إله الناس شر جزاء قوم... ولا أسقاهم صوب الخريف
وكان إسلام حمزة في السنة الثانية من مبعث رسول الله، وقيل بل أسلم بعد دخول النبي دار الأرقم في السنة السادسة من البعثة، ونرجح الرواية الأولى لإجماع المصادر عليه.
وبعد إسلامـه، حضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان أول لواء يعقد في الإسلام لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حينما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترض عيرًا لقريش قد جاءت من الشام تردي مكة،ـ وفيها أبو جهل في 300 رجل، فبلغوا ساحل البحر، والتقى الجانبان، ولم يقتتلو، ولكن المسلمين كانوا قد أثروا في معنويات قريش، إذ أنهم تخلوا عن القتال بالرغم من تفوق المشكرين عليهم تفوقًا ساحقً، وبهذه السرية بدأ فرض الحصار الاقتصادي على قريش بتهديد طريق مكـة ـ الشام الحيوي لتجارة قريش تهديدًا خطيرً..
حمزة رضي الله عنه في غزة بـدر:
قبل نشوب المعركة، خرج أحد المشركين ( الأسود بن عبد الأسد) وكان رجلاً شرسًا سيء الخلق، فقال ( أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه ) فخرج إليه حمزة فأطار قمده وهو دون الحوض، فوقع على ظهره، ثم قتله حمزة في الحوض، ولما دعا " عتبة وشيبه والوليد" إلى المبارزة، خرج "حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث لمبارزتهم، فبارز حمزة شيبه، ولم يلبث أن قتله.
أبلى حمزة رضي الله عنه بلاءًا عظيمًًا يوم بدر، وكان يقاتل بسيفين، وكان دوره بارزًا للغاية، فقد قتل أشجع شجعان قريش، وأكثرهم إقدامً، ذلك الذي تحدى المسلمين في محاولة الشرب من حوضهم أو هدمه، وقتل شيبة وعتبة ابني ربيعة وهما من أشراف قريش وشجعانه، وبذلك أثر أعمق الأثر في معنويات قريش، فانهارت معنوياتهم..
لقد كان حمزة بطل غزوة بدر الكبرى، مما شدد من النقمة عليه، واستهدفوا حياته في غزوة أحد..
في بني قينقاع:
لما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر أظهرت اليهود له الحسد بما فتح الله عليه، فبغوا عليه ونقضوا عهدهم معه، وبينما هم كذلك إذ جاءت امرأة مسلمة إلى سوقهم، فجلست عند صائغ لأجل حلي له، فجاء رجل منهم فأظهر عورته، فقام إليه رجل من المسلمين فقتله، فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحصنوا بحصونهم، فحاصرهم 15 ليلة فنزلوا على حكمه، فأجلاهم إلى أذرعات، وكان حمزة رضي الله عنه هو حامل لواء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة.
من مواقفه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن عمرو قال جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اجعلني على شيء أعيش به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حمزة نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها قال بل نفس أحييها قال عليك بنفسك.
يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم رؤية جبريل:
وأخرج ابن سعد والبيهقي في الدلائل عن عمار بن أبي عمار
أن حمزة بن عبد المطلب قال: يا رسول الله أرني جبريل على صورته
قال " إنك لا تستطيع أن تراه
قال: بلى فأرنيه
قال: فاقعد
فقعد فنزل جبريل على خشبة كانت الكعبة يلقي المشركون عليها ثيابهم إذا طافوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارفع طرفك
فانظر فرفع طرفه فرأى قدميه مثل الزبرجد الأخضر فخر مغشيا عليه.