ما هو الحب
**********
يقول معجم وبستر الشهير أن الحب عاطفة وجدانية تنبع من العقل ويثيرها هناك جما وتقدير من أي نوع كان . وأما الحب تسأل :
" كيف يحدث أنك لاتجد بين الناس واحداُ أكثر جهلاً أو أكثر ذكاء من أن يتأثر به ؟ "
الحقيقة أن السعادة تتبخر دونما حب، ولا يمكن حتى للثروة مهما بلغت أن تستطيع شراء ما يأتي به الحب. ذلك أن الحب إحساس ينبع من الروح، ولامجال لاستبداله بأي شيء آخر، إن الحب سمة للكرامة والقدسية والحق، إنه مفتاح السر لما هو أفضل في الحياة التي نعيش. وفي ضوء الحب نرى المثالية أول ما نفعل وبممارستنا له بحذر، تتضح لنا الحقيقة. على أن الحب الصحيح حتى يبلغ الكمال لابد أن يكون خليطاً من أرفع المشاعر ومن العواطف الحيوانية الجامحة والأقل سمواً، كلاهما مهمان مثل بعضهما بعضاً في هذا المجال. ويمكن للحب أن يرتفع بالروح إلى أعلى قمم البركة، أو يهبط بها إلى أعماق المهانة. كثير إذن هو الذي يتوقف على هذه العاطفة الجامحة. فتعلموا أن تصونوا هذا الشعور العضيم في قدسيته عندما تنبهث براعمه في قلوبكم، بحيث تتقون كذلك عذابات عواطف لايمكن التعويض عنها، وخجل وتعاسة اتحاد مشين .
الحب إحساس داخـلي جاهـز فطري في داخـلنا 00 ينمو إذا واتته الظـروف . .
و هـو ينمو دائماً من الداخـل . .
والحب هو تعلق روح بروح ، واشتباك نفس بنفس ، دون النظـر إلى جمال جسد ، أو حسن مظهر ..
والحب هو عمى العاشق عن عيوب المعـشــــــــــوق . .
قيل لبعض العـلماء : إن ابنك قد عـشق ! فـقال : الحمد لله !
الآن رقت حواشيه ، و لطفت معانيه ، و ملحـت إشاراته ،
و ظرفت حركاته ، و حسـنت عباراته ، وجادت رسائله ، وجلت شمائله ، فواظب المليح ، وجـنب القبيح 0
و سـئل أحد العلماء وقيل له : هل سلم أحد من العشق؟ فقال : نعم الجلف
الجافي الذي ليس له فضل ولا عـنده فهم 0
أنواع الحب
*********
العشق : هو فرط الحب وأمره واخبثه 0
الهوى : وهو ميل النفس إلى الشيء 0
العـلاقه : وهو الحب اللازم للقلب 0
الكلف : وهو شدة الحب 0
الشغف : وهو ارتفاع الحب أعلى موضع من القلب 0
الشعف : وهو إحراق الحب للقلب 0
الجوى : وهو الهوى الباطن والحرقه وشدة الوجد من عشق أو حزن 0
التتيم : وهو التعبد والمتيم هو الذي تيمه الحب إذا عبده
التبل : وهو أن يسقمه ويمرضه الهوى 0
التدله : وهو ذهاب العقل من الهوى 0
الهيام : وهو اشد العطش 0
الصـبابة : وهي رقة الشوق وحرارته 0
المقة : المحبه ، الــوامــق : المحب 0
الوجد : هو الحب الذي يتبعه الحزن 0
الدنف : هو المرض واستعمل العرب هذا الاسم للحب اللازم 0
الشجو : هو الحب الذي يتبعه هم وحزن 0
الشوق : هو سفر القلب إلى المحبوب 0
البلبال : هو الهم ووسواس الصدور 0
التباريح : الشدائد والدواهي يقال برح به الحب
والشوق إذا منه البرح وهو الشده 0
الغمره : ما يغمر القلب من حب أو سكر 0
الشجن : هو حاجة المحب اشد إلى محبوبه 0
الوصـب : هو ألم الحب ومرضه 0
الكمد : هو الحزن المكتوم 0
الأرق : السهر و هو من لوازم الحب 0
الحنين : هو الشوق الممزوج برقه 0
الجنون : ومن الحب ما يكون جنوناً واصل مادة الجنون
الستر والحب المفرط يستر العقل 0
الود : هو خالص الحب والطفه وارأفه 0
الخله : توحيد المحبه وقيل سميت خله لتخلل المحبه جميع أجزاء الروح 0
الغرام : هو الولوع و الحب اللازم واغرم بالشيء أي أولع به 0
الوله : هو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد 0
الرسيس : وهو الثبات ورسوخ صورة المحبوب في النفس 0
الجزع : هو عدم الصبر على الفرقه 0
السُّـهْدُ : شدة السهر وتواتر أحوال المحبوب على القلب 0
الغل : شدة العشق 0
اللهف : حزن وتحسر ، اللهفان المتحسر ، واللهيف المضطر 0
التبالـه : تبله الحب أي اسقمه وافسده 0
اللوعه : الحرقه لوعه الحب حرقته 0
الداء المخامر : وهو من أوصافه وسمي مخامراً لمخالطته القلب والروح 0
السدم : هو الحب الذي يتبعه ندم وحزن 0
أنواع المحبين
**************
النوع الأول :
هناك من يحبك بجنون ويسعى جاهداً لإصابتك بهذا الجنون ولا يستوعب رفضك لمشاعره بهذه السهولة فيحاصرك بسيل من المشاعر الغير مرغوبة ويمارس عليك الغيرة غير المباحة فيكتفي بحبه لك ويحملك جميل هذا الحب ويجب لزاماً عليك أن تحبه وإلا نعتك بصفات مرفوضة إنسانياً !
النوع الثاني :
هو من تحبه أنت بجنون فيكون مصيبتك العظمى حين يدرك حجم هذا الجنون فيتفنن في إيذائك وكأنه ينتقم منك لأنك أحببته فيتمادى في إيذائك ليذيقك مرارة حبك وافتقاده ويتمادى في الهجر والصد .
النوع الثالث :
هو من يحبك بصدق فيعاملك معامله الود يحبك بصمت ويحترمك بصمت
ويتمناك بينه وبين نفسه يمنعه اعتزازه بنفسه من الاقتراب منك إذا كنت مشغولاً بغيره فيكتفي بالحب من أجل الحب ويحتفظ بك صورة جميلة في ذاكرته .
النوع الرابع :
هو من تحبه أنت وتبادله شعوره فيضمك إلى ممتلكاته باسم الحب يحاصرك بغيرته فيسجنك بدائرة الممنوعات يحسب عليك أنفاسك يحاسبك على أحلامك ويسلبك حتى أبسط حقوقك وهي التعبير عن شعورك تجاه الآخرين فتعيش في صراع دائم .
النوع الخامس :
هو من يغادر حياتك فيترك ورائه فراغاً باتساع السماء فتحاول جاهدا ملئ الفراغ فتتعرف على من يستحق ومن لا يستحق وتقع في المشاكل .
النوع السادس :
هو من يجعلك تندم على معرفته فيسقيك الإحساس بالألم والندم معاً ، مواقفه تخذلك وتصرفاته تخجلك .
النوع السابع :
هو من يطيل الانتظار أمام بوابة أحلامك ؛ وإذا سمحت له بالدخول خرب في مدينة أحلامك وشوه أجمل الأشياء بقلبك وتركك نادماً على معرفته !
النوع الثامن :
هو من يدخل حياتك بلا استئذان ، يقدم لك الحب فوق أوراق الورد ، يحملك إلى عالم الأحلام ، يحول حياتك إلى عالم الخرافات والأساطير ، يشعرك بمسؤليته تجاهك وأنك مسؤول منه ، يعلمك الصدق والحب والإخلاص ، يحول سوادك إلى بياض ؛ وليلك إلى نهار ؛ وظلمتك إلى شمس ، يصبح قلبك الذي تعشق به ،، وعينك التي ترى بهما ،، هذا الإنسان إذا ضاع بحق نبكي بحرقة
أسماء الحب
***********
لما كان الفهم لمسمى الحب أشد وهو بقلوب العرب أعلق كانت أسماؤه لديهم اكثر وهذه عادتهم في كل ما اشتد الفهم له ، أو اكثر خطورة على قلوبهم تعظيما له ، أو اهتماما به ، أو محبة له ، فالأول كالأسد والسيف ، والثاني كالداهية ، والثالث كالخمر ،وقد اجتمعت هذه المعاني الثلاثة في الحب فوضعوا له اسماء كثيرة ومنها :
المحبة ،، العلاقة ،، الهوى ،، الصبوة ،، الصبابة ،، الشغف ،، المقة ،، الوجد ،، الكلف ،، التتيم ،، العشق ،، الجوى ،، الدنف ،، الشجو ،، الشوق ،، الخلابة ،، البلابل ،، التباريح ،، السدم ،، الغمرات ،، الوهل ،، الشجن ،، اللاعج ،، الإكتئاب ،، الوصب ،، الحزن ،، الكمد ،، اللذع ،، الحرق ،، السهد ،، الأرق ،، اللهف ،، الحنين ،، الإستكانة ،، التبالة ،، اللوعة ،، الفتون ،، الجنون ،، اللمم ،، الخبل ،، الرسيس ،، الداء المخامر ،، الود ،، الخلم ،، الغرام ،، الهيام ،، التدلية ،، الوله ،، التعبد ،،؛
المحبة
فقيل أصلها الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بياض الاسنان ونضارتها حبب الأسنان .. وقيل هي مأخوذة من الحب جمع حبة وهو لباب الشيء وخالصه وأصله..
وقيل بل ماخوذة من حبة القلب وهي سويداؤه ويقال ثمرته فسميت المحبة لذلك لوصولها إلى حبة القلب ..
وكلام الناس في المحبة كثير منه :
فقيل:هي الميل الدائم بالقلب الهائم
وقيل : ايثار المحبوب على جميع المصحوب
وقيل : موافقة الحبيب في المشهد والمغيب
وقيل : حقيقتها أن تهب كلك لمن أحببته ، فلا يبقى منك شيء
وقيل : هي ان يكون المحبوب أقرب الى المحب من روحه
وقيل : هي ثبات القلب على أحكام الغرام وسلذاذ العذل فيه والملام
ومن عجب اني احن إليهــــــــــم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
يا ثاويا بين الجوانح والحشا ... مني وإن بعدت على ديـــــاره
عطفا على صب بحبك هائم ... إن لم تصله تصدعت أعشاره
لا يستفيق من الغرام وكلما ... حجبوك عنه تهتكت أســـتاره
العلاقة
وتسمى العلق بوزن الفلق فهي من أسمائها
وقد علقها بالكسر وعلق حبها بقلبه أي هويها علق بها علوقا
الهوى
هو ميل النفس إلى الشيء وفعله هوي يهوى هوى مثل عمي يعمى عمى ،، واما يهوي بالفتح فهو السقوط ومصدره الهوي،
الصبوة والصبا
والصبا الشوق ويقال: تصابى وصبا يصبو صبوة وصبوا أي مال الى الجهل وأصبته الجارية وصبي صباء مثل سمع سماعا أي لعب مع الصبيان
وسميت الصبوة بذلك لميل صاحبها إلى المرأة الصبية والجمع صبايا مثل مطية ومطايا ، والتصابي هو تعاطي الصبوة
والفرق بين الصبا والصبوة والتصابي أن التصابي هي تعاطي الصبا وأن تفعل فعل ذي الصبوة ، وأن الصبا فهو نفس الميل ، وأما الصبوة فالمرة من فالمرة من ذلك مثل الغشوة والكبوة .
الصبابة
هي رقة الشوق وحرارته ، يقال: رجل صب عاشق مشتاق ، وقد صببت يا رجل
والصبابة المضاعف من صب يصب والصبا والصبوة من المعتل ،قال الشاعر :
تشكى المحبون الصبابة ليتني ... تحملت ما يلقون بينهم وحدي
الشغف
والشغاف غلاف القلب وهو جلدة دونه كالحجاب ، يقال : شغفه الحب أي بلغ شغافه
(( قد شغفها حبا ))
المقـة
فهي فعلة من ومق يمق ، والمقة المحبة ، والهاء عوض من الواو كالعظة والعدة والزنة ن فإن أصلها فعل فحذفوا الفاء فعوضوا منها تاء التأنيث جبرا للكلمة وتعويضا لما سقط منها ، والفعل ومقه يمقه ، أي أحبه فو وامق
الوجـد
فهو الحب الذي يتبعه الحزن ، واكثر ما يستعمل الوجد في الحزن ، يقال : وجد وجداً ، يقال: وجد مطلوبه يجده وجودا ، فإن تعلق ذلك بالضالة سموه وجدانا ووجد عليه في الغضب موجدةٍ ،
ويطلق على محبة معها فقد يوجب الحزن
الكلف
كلفت بهذا الأمر أي أولعت به فأنا كلف به
فتعلمي ان قد كلفت بكم ... ثم اصنعي ما شئت عن علم
وأصل اللفظة من الكلفة والمشقة ، والكلف أيضا لون بين السواد والحمرة وهي حمرة كدرة تعلو الوجه
التتيم
فهو التعبد ، قيل تيم الله : أي عبد الله ، واصله تيمه الحب إذا عبده وذلله فهو متيم
تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا