بلغني أيها الأسير
أنه يحكى في زمن مرير
شاعر ذو قلب كبير
قضى حياته في الغربة أسير
وفي يوم من الأيام
كان كعادته جالسا جنب الغدير
يحمل قلما و كتابا
و يناجي طيف ملاك
من نسج خياله الكبير
يرسم لها قلبا رقيقا كله اخلاص
وجمالها فاق كل الأوصاف
بينما هو في ملكوته يسيح
سمع طائرا يصيح
يغني أنشودة عن ملاك كسيح
سقط من عالمه...
وعلى الأرض سقط جريح
سأله الشاعر الأسير
بالله عليك يا طائري الحزين
خبرني قصة هذا المخلوق
فقد هاج بي الشوق والحنين
لعله يكون منقذي...
ومخرجي من سجني الأليم
دله الطائر المرسال
الى مكان سيدة الحسان
كاد قلب الشاعر يتوقف عن الخفقان
فحسنها فاق الوصف وتعدى الخيال
كانت تتنفس بصعوبة ....
وصوتها طغى عليه الأنين
جو الأرض كان خانقا
بينما اعتادت جوا نسيمه مسك وعبير
أتت من عالم الأحلام الصادقة
واصطدمت بصخرة واقع خادعة
شطرت قلبها نصفين
مد الاسير يديه للقلب الجريح
وبحنان حاول ترميمه من جديد
وبنجاح أعاده لمكانه الصحيح
فتحت الجريحة عينيها
فنزف الدمع حارا من مقلتيها
دمع ندم ، دمع حرقة ، مع دمعة شكر
مسح دموع عينيها بحنان
فخرجت من شفتيها ابتسامة امتنان
قام يتفقد جناحيها االكسيرين
فانتفضت معلنة استعدادها للرحيل
قبلها في الجبين وقال :
عودي يا فراشتي الى عالمك لكن...
أخذت قلبي معك فعديني أن ترديه ولو بعد حين
ابتسم الملاك بوجه بشوش
وامسكت بقوة بيد الأسير
ولم تطر الا وهو بجانبها
فقد قررت أن تحرره من عالم الأحزان
وتهبه الحرية في مملكة الاحلام
^^ هل جزاء الاحسان الا الاحسان ^^
وأدرك روزانا الصباح
فسكتت عن الكلام المباح