عن أبي ذَرّ قال صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نقلنا بقية ليلتنا هذه قال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح قلت وما الفلاح قال السحور
وعن أبي ذَرّ أنه قال: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم قال: "إنك يا أبا ذَرّ مع من أحببت" قال: فإني أحب الله ورسوله قال: "أنت يا أبا ذَرّ مع من أحببت"
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
مع معاوية:
عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذَرّ رضي الله عنه فقلت له ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في "الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله" قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب فقلت: نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذاك وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني فكتب إلي عثمان أن اقدم المدينة فقدمتها فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذاك لعثمان فقال لي إن شئت تنحيت فكنت قريبا فذاك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمّروا علي حبشيا لسمعت وأطعت
مع أبي بن كعب:
عن أبي ذَرّ أنه قال دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلست قريبا من أبي بن كعب فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة براءة فقلت لأبي متى نزلت هذه السورة قال فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم قلت لأبي سألتك فتجهمتني ولم تكلمني قال أبي ما لك من صلاتك إلا ما لغوت فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله كنت بجنب أبي وأنت تقرأ براءة فسألته متى نزلت هذه السورة فتجهمني ولم يكلمني ثم قال مالك من صلاتك إلا ما لغوت قال النبي صلى الله عليه وسلم صدق أبي
مع صعصعة بن معاوية:
قال صعصعة بن معاوية عم الأحنف بن قيس أتيت أبا ذَرّ بالربذة فقلت يا أبا ذَرّ ما مالك؟ فقال: مالي عملي قلت حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا سمعته منه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم.
بعض المواقف من حياته مع التابعين
مع الأحنف بن قيس:
روى البخاري بسنده أن الأحنف بن قيس حدثهم قال جلست إلى ملإ من قريش فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم ثم قال بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل ثم ولى فجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدري من هو فقلت له لا أرى القوم إلا قد كرهوا الذي قلت قال إنهم لا يعقلون شيئا قال لي خليلي قال قلت من خليلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أتبصر أحدا قال فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له قلت نعم قال ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير وإن هؤلاء لا يعقلون إنما يجمعون الدنيا لا والله لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله
مع عبد الله بن الصامت:
عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذَرّ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود" قلت: يا أبا ذَرّ ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان.
مع مطرف بن عبد الله:
عن مطرف بن عبد الله قال: كان يبلغني عن أبي ذَرّ حديث فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذَرّ كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءك قال لله أبوك فقد لقيتني قال قلت حدثني بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثك قال إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال فلا أخالني أكذب على خليلي قال قلت من هؤلاء الذين يحبهم الله قال رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا فلقي العدو فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل ثم قرأ هذه الآية إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص قلت ومن قال رجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على إيذائه حتى يكفيه الله إياه أما بحياة أو موت قلت ومن قال رجل يسافر مع قوم فادلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى والنعاس فضربوا رؤوسهم ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة لما عنده قلت فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله قال المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل أن الله لا يحب كل مختال فخور قلت ومن قال البخيل المنان قال ومن قال التاجر الحلاف أو البائع الحلاف